للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"يَحْشُرُ الله العِبادَ -أو النَّاسَ- عُراةً غُرْلاً بُهْماً".

قلنا: [ما] بُهْماً؟ قال:

"ليسَ مَعَهم شيءٌ، فيناديهم بصَوْتٍ يَسْمَعُه مَنْ بَعُدَ -أحسَبهُ قال: كَمَا يَسْمَعُه مَنْ قَرُبَ-: أنا المَلِكُ، [أنا الدَّيَّانُ]، لا يَنبغي لأحَدٍ مِنْ أهلِ الجَنَّةِ يَدْخُلُ الجَنَّةَ وأحَدٌ مِنْ أهْلِ النَّارِ يَطْلُبُهُ بمظلمةٍ، ولا يَنبغي لأحَدٍ منْ أهل النارِ يدخُلُ النَّارَ وأحَدٌ مِنْ أهَلِ الجَنَّةِ يطلُبُه بمَظلمةٍ".

قلتُ: وكيفَ؟ وإنَّما نأتي الله عُراةً بُهْماً؟ قالَ:

"بالحسناتِ والسيئاتِ" (٢٧).

٦ - وحديث صَفْوانَ بن مُحْرِز قال: قالَ رجُلٌ لابن عُمَر: كيفَ سمعتَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ في النَّجْوى؟ قال: سمعتُهُ يقولُ:

"يُدْنى المُؤمِنُ يومَ القيامة من ربِّه عزَّ وجَلَّ، حتَّى يضَعَ عليهِ كنَفَه (٢٨)، فيقرِّرُهُ بذُنوبهِ، فيقولُ: هَلْ تعرِف؟ فيقولُ: أيْ رَبّ أعرِفُ، قال: فإنِّي قد سَتَرْتُها عليكَ في الدنيا، وإنِّي أغفِرُها لكَ اليومَ: فيُعْطى صَحيفةَ حَسَناتِهِ، وأمَّا الكفّارُ والمنافقونَ فَيُنادَى بهم على رُؤوس الخلائقِ: هؤلاءِ


(٢٧) حديث حسن.
أخرجه أحمد ٣/ ٤٩٥ والبخاري في "الأدب" رقم (٩٧٠) وآخرون من حديث جبر عن عبد الله بن أنَيس.
وقد فصَّلت القولَ فيه في تحقيق جزء "الحديث الذي رحَل فيه جابر بن عبد الله مسيرة شهر" لابن ناصر الدين.
(٢٨) أي: سِتره.

<<  <   >  >>