[٧ - باب: ما جاء فى كحل رسول الله صلى الله عليه وسلم]
٤٨ - حدثنا محمد بن حميد الرازى، حدثنا أبو داود الطيالسى، عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
«اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر، وينبت الشّعر».
وزعم «أنّ النّبىّ صلى الله عليه وسلم له مكحلة يكتحل منها كلّ ليلة ثلاثة فى هذه وثلاثة فى هذه».
ــ
(باب ما جاء فى كحل رسول الله صلى الله عليه وسلم)
٤٨ - روى أحمد وابن ماجه الخبر مثل ما رواه المصنف فى الحديث الأول. (عباد) بمهملة فموحدة مشددة. (بالإثمد) أى دوموا على استعماله وهو حجر الكحل المعروف، وقيل: كحل أصبهانى أسود. (يجلو البصر) أى يدفع الجواد الرديئة المنحدرة من الرأس إليه. (وينبت الشعر) أى هدب العين لأنه يقوى طباقها. (وزعم) الضمير لابن عباس، كما هو ظاهر من السياق، فلا يزاد بالزعم موضوعه المتبادر منه، لأنه قد يستعمل بمعنى قال، كقول أم هانئ عن أخيها علىّ للنبى صلى الله عليه وسلم يوم الفتح: زعم ابن أمى أنه قاتل فلان وفلان، لاثنين من أصهارها أخبرتهما، أو لمحمد بن حميد على ما حرره بعضهم وح فالزعم باق على معناه إلى ضعف حديثه، بإسقاط الوسائط بينه وبين النبى صلى الله عليه وسلم. (كل
٤٨ - إسناده ضعيف وهو صحيح: فيه عباد بن منصور قال فيه الحافظ: صدوق رمى بالقدر وكان يدلس وتغير بآخره (التقريب ٣١٤٣). فإسناده ضعيف. رواه المصنف فى اللباس (١٧٥٧)، وكذا فى الطب (٢٠٤٧)، بسنده ومتنه سواء. ورواه أبو داود الطيالسى فى مسنده (٢٦٨١)، من طريق عباد به فذكره، ورواه ابن ماجه فى الطب (٣٤٩٩)، والإمام أحمد فى المسند (١/ ٣٥٤)، والحاكم فى المستدرك (٤/ ٤٠٨)، وأبو الشيخ الأصبهانى فى «أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم» (ص ١٨١)، كلهم من طريق عباد بن منصور به نحوه مختصرا على الشطر الثانى من الحديث وهو قوله: «وزعم أن النبى له مكحلة يكتحل منها. . الحديث»، قال أبو عيسى: وفى الباب عن جابر وابن عمر، وحديث ابن عباس هذا-حديث حسن غريب لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعباد لم يتكلم فيه بحجة. وتعقبه الذهبى بقوله: ولا هو بحجة.