٢٧٤ - حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود الطيالسى، أنبأنا شعبة، عن يزيد الرّشك، قال: سمعت معاذة، قالت: قلت لعائشة:
«أكان النّبىّ صلى الله عليه وسلم يصلّى الضّحى؟
قالت: نعم، أربع ركعات ويزيد ما شاء الله».
ــ
(باب صلاة الضحى)
هو بالضم والقصر لغة: فوق الضحوة كطلحة، والضحية: كعشية التى هى ارتفاع أول النهار، وبه سميت صلاة الضحى، فالإضافة بيانية، وقيل: الإضافة بمعنى فى، أو من باب إضافة السبب إلى المسبب كصلاة الظهر، والضحاء بالفتح والمد من حين الارتفاع إلى ربع السماء، وأما شرعا: فيدخل وقتها بخروج وقت الكراهة، بأن ترتفع الشمس كرمح، وسنة الإشراق فى غيرها، وهى ركعتان عند شروق الشمس، وصلاهما مع كونهما فى وقت الكراهة، لأنهما من ذوات السبب المقارن، بل جرى كثيرون من أئمتنا على أن الضحى يدخل بمجرد طلوع الشمس أيضا.
٢٧٤ - (الرشك) بكسر الراء وضمها وسكون المعجمة، قيل: القسام الذى يقسم الدور، وكان يقسمها بمكة قبل الموسم بالمساحة أى يتصرف الملاك فى أملاكهم بالموسم، وقيل: كبير اللحية، وكان يزيد كبيرها وهو بالفارسية العقرب، قال ابن الجوزى وغيره:
دخل عقرب لحيته فأقام بها ثلاثة أيام، وهو لا يشعر، واستشكل عرفة كونها ثلاثا، وأجيب: بأنه يحتمل أنه دخل مكانا كثير العقارب ثم رآها بعد الخروج منه بثلاثة أيام، فعلم أنها من ذلك المكان وبأنه يحتمل أن أحدا رآها حين دخل ولم يخبره بها، إلا بعد ثلاثة أيام ليعلم هل يحس بها أم لا؟ وزعم أن ما ذكر فى العقرب قد يقع لخفيف
٢٧٤ - إسناده صحيح: رواه مسلم فى صلاة المسافرين (٧١٧)، وابن ماجه فى الإقامة (١٣٨١)، والنسائى فى الكبرى (١/ ١٨٠،١٨١)، (٤٨١)، وأحمد فى المسند (٦/ ٩٥،١٢٠،١٢٤،١٦٨،٢٢٨،٢٦٥)، والطيالسى فى مسنده (١٥٧١)، والبيهقى فى السنن الكبرى (٣/ ٤٧)، وأبو نعيم فى المسند على مسلم (١٦١٧)، كلهم من طرق عن عائشة رضى الله عنها.