للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٥٤ - باب: ما جاء فى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم]

ــ

(باب ما جاء فى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم)

أى: موته من وفى بالتخفيف بمعنى: تم، أى: تم أجله، اعلم أن الموت لما كان مكروها بالطبع، لم يمت نبى حتى خير لما فى البخارى عن عائشة: «كان صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول: إنه لم يقبض نبى قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيى ويخير» (١) وفى رواية لأحمد «ما من نبى يقبض إلا رأى الثواب ثم يخير» (٢)، وله أيضا: «أوتيت مفاتيح خزائن الأرض والخلد ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربى والجنة، فاخترت لقاء ربى والجنة» (٣)، ولعبد الرزاق: «خيرت بين أن أبقى حتى أرى ما يفتح على أمتى وبين التعجيل فاخترت التعجيل» (٤). وروى: «ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم قبض ثم رأى مقعده فى الجنة ثم ردت إليه نفسه ثم خير». ففى المسند عن عائشة: «كان صلى الله عليه وسلم يقول: ما نبى إلا تقبض نفسه ثم يرى الثواب ثم يرد إليه، فيخير بين أن يرد إليه إلى أن يلحق، فكنت قد حفظت ذلك، وإنى لمسندته إلى صدرى فنظرت إليه حين مالت عنقه فقلت قبض (٥)، قالت: فعرفت الذى قال، فنظرت إليه حين ارتفع ونظر، فقلت: إذا والله لا يختارنا فقال: مع الرفيق الأعلى فى الجنة، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا» (٦). وأول ما أعلم الله النبى صلى الله عليه وسلم باقتراب أجله بنزول.

إِذاجاءَ نَصْرُ اَللهِ (٧) فإن المراد: إذا فتح الله عليك البلاد ودخل الناس فى دين الله


(١) رواه البخارى فى المغازى (٤٤٦٣)، ورواه فى الرقاق (٦٥٠٩)، وأحمد فى مسنده (٦/ ٨٩).
(٢) ذكره الحافظ ابن حجر فى فتح البارى (٧/ ٧٤٣).
(٣) رواه البخارى فى الجنائز (١٣٤٤)، وفى الجهاد (٢٩٧٧)، وفى المغازى (٤٠٨٥)، (٤٣٧٥)، وفى الرقاق (٦٤٢٦)، (٦٥٩٠)، وفى التعبير (٦٩٩٨)، (٧٠١٣)، (٧٠٣٧)، وفى الاعتصام (٧٢٧٣)، بألفاظ مختلفة ومسلم فى المساجد (٥٢٣)، وفى الفضائل (٢٢٩٦)، والنسائى (٦/ ٣)، والإمام أحمد فى مسنده (٢/ ٢٦٤،٢٦٨،٣١٩،٤٥٥،٥٠٢) (٤/ ١٤٩،١٥٣).
(٤) فى (ش): [قضى].
(٥) ذكره الحافظ ابن حجر فى فتح البارى (٧/ ٧٤٤)، وذكره الزبيدى (١٠/ ٢٨٧)، وقال: ورواه ابن السنى فى عمل يوم وليلة من حديث أبى المعلى بلفظ: «إن عبدا خيره الله بين أن يعيش فى الدنيا ما شاء أن يعيش. . .» رواه بنحوه.
(٦) ذكره الزبيدى فى إتحاف السادة المتقين (١٠/ ٢٨٨)، وعزاه لأحمد فى مسنده (٦/ ٢٧٤).
(٧) سورة النصر: آية رقم (١).

<<  <   >  >>