[١٩ - باب: ما جاء فى مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم]
١١٨ - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة، عن أبى يونس، عن أبى هريرة، قال:
«ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنّ الشّمس تجرى فى وجهه، لا رأيت أحدا أسرع فى مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنّما الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا، وإنّه لغير مكترث».
ــ
(باب ما جاء فى مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وهى بكسر فسكون: ما يعتاده الإنسان من المشى، كما هو وضع فعلة بالكسر.
١١٨ - (ما رأيت) علمت وهو الأبلغ، أو أبصرت (أحسن) مفعولا ثانيا على الأول ووصفا، أو حالا على الثانى، وتنكير شيئا لا يضر على الحالية لأنها قد تأتى من النكرة، لنوع كالعموم هنا، فهى ح بمنزلة المعرفة، ومرّ أن أحسن، ليس المراد به ظاهره من أفعل التفضيل. (كأن الشمس) أى شعاعها، أو جرمها خلافا لمن نازع فى الثانى.
(تجرى فى وجهه) شبه جريانها فى فلكها بجريان ماء الحسن ونضارته ورونقه فى وجهه، وعكس التشبيه للمبالغة كما مر، أو شبه لمعان وجهه وضوئه بلمعانها وضوئها، والقصد من هذا؛ إقامة البرهان على أحسنية، وإنما خص الوجه بذلك، لأنه الذى تظهر به المحاسن، ولأن حسن البدن تابع لحسنه غالبا، فتأمل ذلك لتدفع به ما وقع لبعضهم هنا من الخبط. (فى مشيته) بكسر فسكون وفى نسخة بلفظ المصدر. (تطوى له) أى تجمع، ومر أنه مع سرعته كان على غاية من الهون، والتأنى، وعدم الإتيان بسرعة فاحشة تذهب بهاؤه ووقاره. (لنجهد) بفتح أوله وضمه من جهد، وأجهد، أى حمل نفسه فوق طاقته، وعدلوا عن يجهدنا، لأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يقصد إجهادهم، وإنما كان ذلك طبعه
١١٨ - حسن لغيره وهو صحيح: فيه ابن لهيعة صدوق اختلط بعد احتراق كتبه، قلت: تابعه عمرو بن الحارث عند ابن سعد. رواه الترمذى فى المناقب (٣٦٤٨)، بسنده ومتنه سواء، ورواه الإمام أحمد فى مسنده (٢/ ٣٥٠، ٣٨٠)، وابن سعد فى الطبقات (١/ ٤١٥)، وأبو الشيخ فى «أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم» (ص ٢٧٠)، كلهم من طريق ابن لهيعة عن أبى يونس به فذكره.