للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٣٦ - حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا مصعب بن سليم، قال: سمعت أنس بن مالك يقول:

«أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر، فرأيته يأكل وهو مقع من الجوع».

ــ

بحسب الحاجة وإنما اقتصر صلى الله عليه وسلم على الثلاث لأنه الأنفع إذ الأكل بأصبع أكل المتكبرين لا يستلذّ به الآكل ولا يستمرئه لضعف ما يناله منه كل مرة فهو كمن أخذ حبة حبة وبالخمس يوجب ازدحام الطعام على مجراه والمعدة فربما استد مجراه فأوجب الموت فورا. وفى حديث مرسل «أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل أكل بخمس» (١) وهو محمول على المائع كما مر.

(وهو مقع) أى جالس على أليتيه ناصب ساقيه هذا هو الإقعاء المكروه فى الصلاة وإنما لم يكره هنا لأن ثم فيه تشبّه بالكلاب وهنا تشبّه بالأرقاء ففيه غاية التواضع ولهم إقعاء ثان لكن مسنون فى الجلوس بين السجدتين لأنه صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه فعله فيه وهو أن ينصب ساقيه ويجلس على عقبيه. قيل: وهذا هو المراد هنا والأصح الأول؛ لأن هيئته تدل على أنه صلى الله عليه وسلم غير متكلف ولا معتن بشأن الأكل. وفى القاموس: أقعى فى جلوسه: تساند لما وراءه. وهذا يشعر بمزيد الرغبة عن الأكل المناسب لحاله صلى الله عليه وسلم وحينئذ فمعنى وهو مقع (من الجوع) ربما قدرته بعلم أن الاستناد ليس من مندوبات الأكل لأنه صلى الله عليه وسلم لم يفعله إلا لذلك الضعف الحاصل له صلى الله عليه وسلم.

...


١٣٦ - إسناده صحيح: رواه مسلم فى الأشربة (٢٠٤٤)، وأبو داود فى الأطعمة (٣٧٧١)، والدارمى فى الأطعمة (٢/ ١٠٤)، وأحمد فى مسنده (٣/ ١٨٠)، أربعتهم من طرق عن مصعب بن سليم به فذكره نحوه.
(١) ذكره الحافظ فى فتح البارى (٩/ ٤٩١)، والزبيدى فى إتحاف السادة المتقين (٥/ ٢٧٣)، وقال: هو محمول على المائع، والله أعلم.

<<  <   >  >>