للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن لحديث المصطفى بعد شرحه ... أحاديث مشكات لفانوسها تصبو

فيبكيه أحجار الحطيم وزمزم ... ويبكيه بيت الله يحمه الركب

ويفقده المقرئ لإرشاد غيّه (١) ... ومنهاج محيى الدين يوحشه النّدب

ولو جاز أن يبقى كريما مخلدا ... لكان رسول الله والسادة الصّحب

فيا معشر الإخوان عصبة شيخنا ... تأسوا فإن البعد سهلة القرب

ومن الصغرى قوله:

الله أكبر شن الموت غارته ... وخط خطى عسالاته الذبل

وسل صارمه الهندى من غمد ... وجال فينا مجال الفارس البطل

وأرسل السّهم فى الأحشاء منحدرا ... إلى القلوب فأدناها إلى الأجل

وصال بالنفع فى حضر الجياد على ... فريد أهل التقى والعلم والعمل

فهدّ ركنا مشيّدا لا نظير له ... بأرض مكة فى الفتوى بلا بدل

وصير الناس فوضى لا شهاب لهم ... هذا يقول من المفتى علىّ ولى

بموت رب الهدى والعلم أحمد من ... سارت فتاويه سير الشمس فى الحمل

وحلّ تصنيفه فى النّفع مثل ضيا ... شمس الظهيرة فى داج من السّبل

يا نعم شرح عباب فاض كوثره ... للواردين كفيض البحر لا الوشل

ونعم شرح لمنهاج به شففت ... نفس الأفاضل فى حل ومرتحل

رؤى له بعد موته منامات دلت على عظم منزلته وعلوّ درجته، منها: رؤى عن بعض تلاميذه قال: رأيته جالسا فى المسجد الحرام يدرّس كعادته ونحن حوله فاستشعرت أنه قد مات فكيف يدرس وهو ميت فرفع رأسه إلىّ قائلا: هذه عادتنا ما ننساكم.

ورآه بعض جماعاته فسأله عن حاله فقال: نحن فى عليين، وكفى بأبحاثه الجمة وتوليدات أفكاره المهمة كرامات وخوارق عادات.

وقد صرح الإمام البلقينى بأنها تعظم من كرامات الصوفى لأنها تدوم ويتعدد نفعها


(١) غيه: الضلال.

<<  <   >  >>