الجوهر الخالص من التبر والخشب والأتل، إلا ما كان عذبا على غير ماء، أو الطويل المستقيم من الغصون، أو ما نبت منه فى الجبل، أو خشب للأوانى وبكسر، ومنه كان منبر النبى صلى الله عليه وسلم انتهى، ولونه يميل للصفرة، وينبغى تحرى الأكل فى ذلك اتباعا له صلى الله عليه وسلم، فإنه إنما آثر الأكل فيه، ذلك لكمال تواضعه، وعدم تكلفه.
١٨٩ - (بهذا القدح) أى المذكور، وهو الخشب الغليظ المضبب بحديد، فالتضبيب من فعله صلى الله عليه وسلم، كما هو ظاهر من الإشارة أنها ترجع إلى المذكورة بجميع خصوصياته المذكورة. «سقيت» يقال: سقاه وأسقاه بمعنى فى الأصل لكن جعلوا للخبر سقى، وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً واستقاه بضده لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً. (الشراب كله) أى أنواعه كلها، وأبدل منه الأربعة المذكورة بدل البعض من الكل اهتماما بها، أو لكونها أشهر أنواعه. (النبيذ) هو ماء مغلى يجعل فيه تمر أو رطب. «وكان ينبذ له أول الليل، ويشربه أول النهار إذا أصبح يومه ذلك والليلة التى تجىء والغد إلى العصر، فإن بقى منه شىء سقاه الخادم، أو أمر به فصب» رواه مسلم. وهذا النبيذ له نفع عظيم فى القوة ولم يكن شربه بعد الأكل، خوفا من تغيره إلى الإسكار.
...
١٨٩ - إسناده صحيح: رواه مسلم فى الأشربة (٢٠٠٨)، والحاكم فى المستدرك (٤/ ١٠٥)، وأبو الشيخ فى أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم (ص ٢٤٠)، ثلاثتهم من طرق عن حماد بن سلمة به فذكره نحوه.