للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢١٤ - حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمذانى، حدثنى أبى، عن بيان، عن قيس بن أبى حازم، عن جرير بن عبد الله قال:

«عرضت بين يدى عمر بن الخطاب، فألقى جرير رداءه، ومشى فى إزار. فقال له: خذ رداءك.

فقال للقوم: ما رأيت رجلا أحسن صورة من جرير، إلا ما بلغنا من صورة يوسف عليه السّلام».

ــ

على الفصيح المشهور خبر بمعنى النهى على حد قوله تعالى: لا يَمَسُّهُ إِلاَّ اَلْمُطَهَّرُونَ (١) وقيل بفتحها، قال عياض: وهو غلط، وقال النووى فى شرح مسلم: هو اختيار من لا يحقق العربية، أى لأن المضارع المجزوم، إنما يجوز فتح آخره إن لم يتصل بضمير الغائب، وقول عياض: إن الفتح غلط لا يرده ما فى الشافية وشرحها أن وجوب الضم إنما هو على الأفصح لا غير، قيل: وبفرض صحة الفتح الضم أبلغ منه، لأن الخبر بمعنى النهى أبلغ من صريح النهى. انتهى، وفيه نظر. (فإنه خرج من الجنة) فى خبر مسلم تعليله بغير ذلك ولفظه «من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الريح» والمحمل كالمجلس المراد به.

٢١٤ - (مجالد) بالجيم. (عرضت) أى نفسى كعرض الجيش على الأمير ليعرفهم ويتأملهم حتى يرد من لا يرضيه، أو هو بالبناء للمفعول أى عرضنى عليه من ولاه ذلك لينظر فى قوتى وجلادتى على القتال، وكان سبب ذلك أنه كان لا يثبت على الخيل حتى ضرب صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له بالتثبيت، وكان ذلك قبل موته صلى الله عليه وسلم بنحو أربعين يوما، ثم يحتمل أن جريرا غاب إلى خلافه فمر مختصر فأمر عمر بعرضه عليه لتبين حاله، وما


= أحمد فى المسند (٣/ ١٣٣،٢٦١)، والبغوى فى شرح السنة (١٢/ ٨٧)، وأبو نعيم فى الحلية (٩/ ٤٦)، وفى ذكر أصبهان (١/ ١٧٥)، وأبو الشيخ فى الأخلاق (ص ٩٩،٢٣٠).
٢١٤ - إسناده ضعيف جدا: فيه عمر بن إسماعيل بن مجالد الهمذانى، شيخ المصنف، قال فيه الحافظ فى «تقريبه» متروك، وأبوه إسماعيل صدوق يخطئ. قلت: والحديث لا صلة له بأحاديث الباب. وهو مما تفرد به المصنف هنا فيما أعلم.
(١) سورة الواقعة: آية (٧٩).

<<  <   >  >>