للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٥٨ - حدثنا قتيبة بن سعيد؛ عن مالك بن أنس.

(ح) وحدثنا إسحاق بن موسى، حدثنا معن، حدثنا مالك، عن عبد الله بن أبى بكر، عن أبيه، أن عبد الله بن قيس بن مخرمة أخبره، عن زيد بن خالد الجهنى، أنه قال:

«لأرمقنّ صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فتوسّدت عتبته، أو فسطاطه-فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين، ثمّ صلّى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين، ثمّ صلّى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثمّ صلّى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثمّ صلّى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثمّ صلّى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثمّ أوتر، فذلك ثلاث عشرة ركعة».

ــ

بعد النوم، فبينه وبين الوتر عموم وخصوص من وجه لاجتماعهما فى صلاة بعد النوم بنية الوتر، وانفرد الوتر بصلاة قبله بنيته، والتهجد بصلاة بعده بنية التهجد.

٢٥٨ - (عن زيد) إلخ رواه عنه أيضا مالك، ومسلم، وأبو داود، وغيرهم، واتفق هؤلاء على أن قوله: «ثم صلى ركعتين، وهما دون اللتين قبله» (١) يكرر أربع مرات.

(لأرمقن) الرمق: النظر للشىء شرزا نظر المعد، وأريد به هنا الكناية عن حدة النظر، ومزيد التأمل، فيه عدل للمضارع استحضارا لتلك الحالة، فيزداد تقررهما فى ذهن السامع، ومن ثم أكد باللام والنون. (أو) للشك. (فسطاطه) أى عتبه فسطاطه، وهى الخيمة العظيمة، والظاهر الثانى، وأن رموق زيد لا يتصور فى الحضر لأنه صلى الله عليه وسلم يكون عند نسائه. (خفيفتين) هما مقدمة الوتر. (طويلتين. . .) إلخ قيل: كون تكرار الوصف يفيد المبالغة فيه ليس أمرا لغويا انتهى، ويرد: بأن هذا يفيد أنه لغوى، وحكمة ذلك:

أن أول الدخول فى الصلاة يكون النشاط أقوى، والخشوع أتم، فسن التطويل لوجود


٢٥٨ - إسناده صحيح: رواه مسلم فى صلاة المسافرين (١٩٥)، وأبو داود فى الصلاة (١٣٦٦)، وابن ماجه فى إقامة الصلاة (١٣٦٢)، ومالك فى الموطأ (١/ ٧٣)، وأبو نعيم فى المسند على مسلم (١٧٥٣).
(١) رواه الإمام مالك فى الموطأ (١/ ١٢٠)، ومسلم (١/ ٥٣٢) حديث (٧٦٥)، وأبو داود (٢/ ٤٨) حديث (١٣٦٦).

<<  <   >  >>