للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يصلى من الليل ثلاث عشرة ركعة من الوتر وركعتى الفجر» (١) قال القرطبى: أشكل حديثها على كثير حتى ينسب للاضطراب، وربما يتم ذلك لو اتحد الراوى عنها والوقت، والصواب: أن ما ذكرته محمول على أوقات متعددة، وأحوال مختلفة بحسب النشاط وبيان الجواز انتهى، فكان تارة يصلى سبعا وتارة إحدى عشرة وهو الغالب، وكان تارة يصلى فيصلى الجميع بسلام واحد وتارة يصلى فيسلم من كل ركعتين، وهو الغالب أيضا وحكمة الاقتصار على إحدى عشرة أنها الباقية من جملة الفرائض بعد إسقاط العشاء والصبح لاكتنافهما صلاة الليل فناسب أن يحاكى ما عداهما جملة وتفصيلا، وعلم مما تقرر وغيره أن صلاته صلى الله عليه وسلم بالليل كانت أنواعا ستا مفصولة ثم يوتر بثلاث، مسلم عن ابن عباس: «إحدى عشرة مفصولة وقبلها ركعتان خفيفتان» (٢) الشيخان عن عائشة «ثلاث عشرة» (٣) كذلك مسلم وغيره عن زيد «ثمانيا مفصولة وخمسا موصولة لا يجلس إلا فى آخرهن» (٤) الشيخان عن ابن عباس «تسعا موصولة بتشهدين فى الأخيرتين ثم ركعتين جالسا سبعا كالشفع ثم ثنتين جالسا» (٥) مسلم عن عائشة «ثنتين ثم يوتر بثلاث موصولة» (٦) أحمد عنها «أربعا يطيل فيهن حتى جاء بلال آذنه بالغداة» (٧) النسائى عن حذيفة، وسيأتى عند المصنف، وسيعلم مما يأتى أنه تارة كان يصلى قائما، وهو الأغلب وتارة جالسا ثم قبل الركوع يقوم، وبما تقرر علم أن صلاة الوتر موصولة ومفصولة ثلاثا وأقل وأكثر، وقال أبو حنيفة رحمه الله يتعين بثلاث موصولة، واحتج له بأن الصحابة أجمعوا على أن هذا أحسن واختلفوا فيما زاد ونقص وأخذ بالمجمع عليه وترك، ورد:

بأن سليمان بن يسار كره الثلاث الموصولة فى الوتر ويؤيده الخبر الصحيح «لا توتروا بثلاث فتشبهوا بصلاة المغرب» (٨) فكيف مع ذلك يقال أجمعوا على حسنه، وإن سلمنا


(١) أخرجه البخارى فى صحيحه (١١٣٩)، (١١٤٠).
(٢) البخارى فى صحيحه (١١٣٩)، ومسلم فى صحيحه (١٢٢)، والنسائى فى سننه (٣/ ٢٢٣).
(٣) مسلم فى صحيحه (١٢٤)، (١٢٦).
(٤) مسلم فى صحيحه (١٢٣)، البخارى فى صحيحه (١١٥٩)، والنسائى (٣/ ٢٣٩).
(٥) مسلم فى صحيحه (١٣٩).
(٦) أخرجه الإمام أحمد فى مسنده (١/ ٢٢٦،٢٩٩).
(٧) النسائى فى سننه (٣/ ٢٢٩).
(٨) الدارقطنى فى سننه (٢/ ٢٤) والبيهقى (٣/ ١٣١) والطحاوى (١/ ٢٩٢).

<<  <   >  >>