للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨ - حدثنا أبو موسى محمد بن المثنّى، وحدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سمّاك بن حرب، قال: سمعت جابر بن سمرة يقول:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكل العين، منهوس العقب».

قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم. قلت: ما أشكل العينين؟ قال: طويل شق العين. قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب.

ــ

من أمته. (بالسلام) لمزيد كرم أخلاقه، وعلى تواضعه، وفى أفعاله هذه من تعليم الأمة، وحملهم على محاسن الأخلاق، ومن كيفية المشى، والالتفات والنظر إلى الناس، وخفض الطرف، وسوق الأصحاب، والمبادرة بالسلام، ما لا يخفى على الموفقين لفهم أسرار أحواله العادية وغيرها، نسأل الله أن يجعلنا منهم بمنه وكرمه.

٨ - (قلت: ما أشكل العينين؟ قال: طويل شق العين) اعترضه القاضى عياض وغيره:

بأن هذا وهم، وغلط ظاهر، بل الصواب أن الشكلة: الحمرة تكون فى بياض العين، وهذا محمود محبوب، وللبيهقى عن على رضى الله عنه: «كان صلى الله عليه وسلم عظيم العينين، أهدب الأشفار، مشرب العين بحمرة» (١)، وأما الشهلة: فإنها حمرة فى سوادها، لا طول شق العين خلافا لمن وهم فيه.

تنبيه: روى البخارى والبيهقى: «أنه صلى الله عليه وسلم كان يرى بالليل فى الظلمة، كما يرى بالنهار فى الضوء» (٢)، وروى الشيخان: «ما يخفى علىّ ركوعكم وسجودكم، إنى لأراكم من وراء ظهرى» (٣) وهذا من جملة خوارق العادات له، إذ الرؤية فى حق المخلوقات تتوقف


٨ - إسناده صحيح: رواه الترمذى فى «المناقب» (٣٦٤٧)، ورواه مسلم فى «الفضائل» (٢٣٣٩)، والطيالسى فى مسنده (٧٦٥)، والإمام أحمد فى «مسنده» (٥/ ٨٦،٩٧،١٠٣)، والترمذى (٣٦٤٦)، والبغوى فى «شرح السنة» (٣٥٣٧)، كلهم من طريق محمد بن جعفر (غندر) به فذكره.
(١) رواه أحمد فى مسنده (١،٨٩،١٠١،١٥١)، (٢/ ٣٢٨،٤٤٨).
(٢) رواه البيهقى فى دلائل النبوة (٦،٧٥) ذكره الهندى فى كنز العمال (١٨٥١٩)، وعزاه للبيهقى فى الدلائل عن ابن عباس، ابن عدى عن عائشة (٧/ ١٦٠).
(٣) رواه البخارى فى الأذان (٧٤١)، ومسلم فى الصلاة (٤٢٤)، والحميدى فى مسنده (٩٦١).

<<  <   >  >>