للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قسنطينة مع قائدهم الجديد. أما الذي يهمنا الآن معرفته فهو ظهور العثمانيين أول مرة في قسنطينة.

كان تعيين القائد حسن آغا على قسنطينة إذن تعيينا مؤقتا. وكان الهدف منه وجود نقطة ارتكاز عثمانية بين الجزائر وتونس.

ولذلك قام حسن آغا بغارات من قسنطينة على عنابة التي كانت تحت قائد إسباني معين من قبل شارلكان. واشترك ساكان الإقليم في هذه الغارات دفاعا عن ديارهم ودينهم. كما قام حسن آغا بدور اخر وهو استقبال العثمانين المنسحبين من تونس بعد استيلاء الإسبان عليها وترحيلهم آمنين إلى الجزائر عن طريق البحر ليعاودوا الكرة على الإسبان. أما الدور الثالث الذي قام به حسن آغا من قسنطينة فهو توفير الرجال والعتاد والمال للحملة العثمانية الجديدة على تونس والتي أدت فعلا إلى السيطرة عليها وطرد الإسبان منها.

ولكن الحكم العثماني في قسنطينة لم يبق حكما مباشرا. فهناك فترة لا نجد فيها حكومة الجزائر العثمانية تتدخل مباشرة في تعيين الحكام هناك، وربما كان أهل البلد هم الذين يختارون من بينهم قائدا ترضى عنه السلطة في الجزائر. وكانت هذه السلطة تكتفي في الولاء بوجود قاض يدير الأحكام باسمها، وبوجود


٢/ ٢٩٢). وفي وثيقة أخرى وجدنا أن علي بن فرح هو الذي أعاد جنات وبساتين حامة قسنطينة إلى الحراثة والزراعة بعد أن خربت بانقضاء الدولة العثمانية انظر، بريسنيه، (كريستو ماتيه، Christo mathie Arabe) ص ٤٠٦ - ٤١١ عن وثيقة جماعية شهد فيها يحيى الفكون المتوفى بتونس مقتولا سنة ٩٣٥، كما سنرى. والوثيقة منقولة عن الأصل سنة ١٠٢٥.

<<  <   >  >>