للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الضرائب والتأثر بالعزل، وغضب بعض المرابطين. وها نحن نسوق أمثلة بعينها مما ساقه الفكون نفسه في كتبه. من ذلك ثورة سنة ٩٧٥ التي يسميها الفكون (فتنة الترك)، وهي الثورة التي كاد يذهب ضحيتها جده عبد الكريم الفكون وعبد اللطيف المسبح. فقد ذهبا إلى الجزائر لتطمين الباشا وتقديم بعض المطالب إليه ولكن الثورة حدثت وهما في الجزائر فهربا إلى بلاد زواوة فأرسل الباشا في آثرهما وجيء بهما وسجنهما برهة. وبعد أن تأكد من براءتهما واطلع على حقيقة الموقف أطلق سراحهما وأعادهما إلى قسنطينة مكرمين. وقد وعداه بالسعي في توفير الأمن والعافية في المدينة. وكذلك كان الحال، وقد توجه الباشا نفسه إلى قسنطينة، وهو عندئذ محمد بن صالح رايس، وبعد سهره على إعادة الاستقرار ترك عليها حاكمأ بلقب (باي)، وهو رمضان شولاق.

وقد أطال الفكون أيضا في سرد قصة جرت لجده وأحدثت هزة عنيفة في داخل قسنطينة، وهي قصة اليهودي الذي اعتنق الإسلام ثم سب الرسول (ص). فقد انعقد مجلس الشورى وحضره الباي نفسه والجنود والشرطة والعلماء. وكان الجمع قد قالوا بعدم قتل ذلك اليهودي إلا عبد الكريم الفكون، فقد أصر على الحكم بموته وانقسم المجلس وخرج الخبر للشارع وكثر الضجيج والضغط على الشيخ، ولكنه لم يتزحزح عن موقفه إلى أن خضعوا جميعا لرأيه (١).

كما ذكر الفكون ثورتين أخريين هما، ثورة يحيى الأوراسي


(١) انظر القصة مفصلة في (منشور الهداية) صفحات ٣٦ - ٤٠.

<<  <   >  >>