وثورة خالد بن نصر. ويبدو أن الأولى وقعت بعد سنة ٩٨٨ وذلك أن الشيخ الأوراسي كان حاضرا وفاة عبد الكريم الجد في هذا التاريخ ولم يكن عندئذ قد ثار بعد، وقد انتشرت هذه الثورة التي كان صاحبها من العلماء البارزين ومن شيوخ الفكون الذي نترجم له. ثار الأوراسي في جبال الأوراس بدون تحديد ومات، كما يقول الفكون، شهيدا، وبعد مقتله قام أخوه بالثورة، ثم قام ولده (ولد يحيى الأوراسي) ولم يكمل الفكون قصتها لأنه أخبر أنها كانت مستمرة عندما كان هو يؤلف كتابه (أي حوالي سنة ١٠٤٥).
أما عن ثورة خالد بن نصر فقد وقعت في شرق قسنطينة، دون تحديد المكان بالضبط ولا التاريخ، ولكن يبدو أن الثورة وقعت قبل سنة ١٠٤٥ وهو تاريخ تأليف الفكون لكتابه الذي ذكرها فيه. وقد أورد الفكون خبر هذه الثورة في حديثه عن عبد الملك السناني الذي قال إنه كان من أجناد قسنطينة وحشمها، أبعدوه عنها فجمع أقاربه وانتصب للشيخوخة (بالمعنى الصوفي) وصار يفعل ذلك (تحت كنف باغيها وقائمها المسمى خالد بن نصر) ويذكر الفكون ثورة أخرى دون أن يؤرخ لها ولكنها أيضا وقعت قبل سنة ١٠٤٥، وهي ثورة محمد بن الأحسن في جبال قرب نقاوس، فقد قام هذا الرجل المتصوف وشق عصا الطاعة مما جعل قواد وعساكر قسنطينة تخرج إليه كما يقول الفكون فهرب إلى تلك الجبال، وقد أشار الفكون أيضا إلى عدة ثورات أخرى منها ثورة أحمد السوسي المغربي (١).
(١) انظر عن هذه الثورة بالإضافة إلى الفكون، كتاب (كعبة الطائفين) لمحمد بن سليمان، في كتابنا أبحثا وآراء في تاريخ الجزائر ٢١٣/ ١، ط ١.