للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذات البين والتوسط حتى لدى باشا الجزائر من أجل الإبقاء على الأمن والاستقرار للذين بدونهما تحل الفوضى وتتبعثر الجهود ويسود الخوف والخراب. ولكن هذا لا يعني أن الاضطرابات في المدينة والثورات في الريف (الإقليم) لم تحدث، بالعكس فقد حدثت كما عرفنا وكان لها أثر سلبي على اقتصاد الإقليم كله. فثورة ابن الصخري وثورة يحيى الأوراسي وثورة جبال نقاوس والفوضى التي أشاعها طلاب المال عن طريق الشعوذة والدجل في الريف كل ذلك جعل إقليم قسنطينة في حالة بائسة وجعلنا نفهم أن قبضة السلطة كانت متداعية، وهذا أيضا يجعل مسؤولية عائلات قسنطينة أعظم وأخطر. ولو تتبعنا الألفاظ التي وردت عند الفكون في وصف حالة الخوف لخرجنا بقاموس هام. ومن ذلك هذه التعابير الموحية أشد الإيحاء وهي: الظلمة (ج ظالم)، الحرابة (الأشرار)، اللصوص، الأعراب (أهل البادية)، غمريان (جماعة - أتباع قاسم بن أم هاني)، العلمة (جماعة - أتباع أحمد بوعكاز) العبابسة (قوم نزل عندهم أحمد الفاسي) وزعيمهم العباسي الغازي، أولاد عيسى وهم جماعة من اللصوص والحرابة، ريغة جماعة متلصصة أيضا وعندما يذكر الفكون خاصة البلد (قسنطينة) يصفهم بأعيانها أو سكانها أو حضرها، أما عندما يذكر أهل القصبة (مقر الباي) فيذكر من هناك هكذا:

السلطة، الظلمة، دار الإمارة، العسكر، إلخ.

وفي كتابه (محدد السنان) ذكر الفكون أحوال أعيان قسنطينة، غاضبا على بعض طبائعهم السلبية في نظره، ويمكن تلخيص مآخذه عليهم فيما يلي

<<  <   >  >>