للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - ما جبلوا عليه من منابذة العلم وأهله. واتكالهم على شرف آبائهم وعلو مرتبتهم وما هم فيه من الرياسة التي شرفوا بها بين إخوانهم.

٢ - ما هم عليه من الحسد والبغضاء وهتك أعراض المسلمين. وفى مكان آخر من كتابه (منشور الهداية) ثار الفكون ضد ما يعتبره النفاق الاجتماعي عند فئة الأعيان وإظهار ما لا يبطنون. ولكن ثورته هذه ثورة رجل علم وأخلاق ودين. فهو يريد منهم أن يكونوا مثالا للإنسان الكامل وأن يتجردوا من الحسد والهوى والاعتماد على الشرف والتفاخر بالمناصب (والرياسة)، وأن يرجعوا إلى حب العلم وأهله، وأن يعملوا بالدين في المعاملة.

وقد أكثر من الإشارة إلى شيوع بعض الأمراض الاجتماعية في نظره كانت شائعة في وقته مثل، الخنا، وشرب الخمر والاختلاف إلى نوادي العربدة والإنشاد، وحضور (الحضرات) الصوفية التي يقع فيها الرقص والشطح واستعمال الأوتار والبندار، كما ثار ثورة قوية ضد تعاطي الحشيشة والتدخين الذي رآه حراما لا مراجعة فيه. وهناك إشارات في كتبه إلى شيوع أمور أخرى يراها مفاسد اجتماعية مثل دخول مدعي الجذب على المحارم، وذهاب النساء إلى أدعياء الصوفية طلبا للولد ونحو ذلك، والرياء والتهافت على المناصب، وادعاء العلم، ومصانعة السلطة وتعاطي الرشوة، واستغلال العامة ماليا وعقليا، إلخ.

ولم يسلم مجتمع قسنطينة من الطواعين والجوائح خلال الفترة التي ندرسها فهذا الفكون يذكر لنا عددا من زيارات الطاعون

<<  <   >  >>