للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شراحها وطابعوها وناشروها وناسخوها ومترجموها أيضا. وقد عاش الأخضري في قرية بنطيوس وتثقف على والده، ولعله قرأ على الشيخ الوزان، ولعله أيضا ذهب إلى الزيتونة بتونس. غير أن الشيخ الأخضري قد تلقى بعض العلم ومبادىء الطريقة الزروقية على الشيخ محمد بن علي الخروبي وكان الأخضري يتردد على مناطق الهضاب العليا في الصيف طلبا للابتراد والراحة حتى إن الوفاة قد أدركته على ما قيل، في أحد الأصياف وهو في كجال (١) ومهما كان الأمر فإن أثر الوزان والأخضري سيظهر في إنتاج الفكون الحفيد الذي نترجم له إذ أنه ترجم وأعجب كثيرا بالوزان وأشاد بالأخضري وشرح بعض كتبه، بل تأثر بمذهبه الصوفي الذي يبدو أنه هو الطريقة الزروقية.

وقد ذكر لنا الفكون مجموعة من أعلام القرن العاشر الهجري تصدروا جميعا للتدريس والفتيا والقضاء وذكر لهم تآليف وأشعارا وخص بعضهم بالإشادة ومنهم:

عبد اللطيف المسبح الذي اشتهر بالحساب والفرائض رغم معرفته العميقة بالفقه.

ومحمد العطار المتوفى سنة ٩٤٣، وأحمد الغربي شارح رسالة عمر بن الخطاب وله غيره من المؤلفات.

وقاسم الفكون الذي تولى الإمامة بجامع البلاط بتونس ثم


(١) هناك اختلاف في تاريخ وفاة الأخضري ويغلب على الظن أنه سنة ٩٥٣ هـ (ويقول بعضهم أن الأخضري قد عاش إلى سنة ٩٨١). وكجال تقع بين قسنطينة وسطيف.

<<  <   >  >>