للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بخصال طيبة. وحاولوا أن يكونوا شموعا في وسط ذلك الجهل السائد. وعلى رأس هؤلاء شيخه محمد التواتي المغربي الذي كان قد درس بفاس ثم حل بقسنطينة في وقت لا نعلمه بالضبط، وتولى بها بعض الوظائف وانتصب للتدريس، وخصوصا تدريس النحو. وعلى يديه تخرج الفكون وقد توفي التواتي في باجة بتونس بالطاعون سنة ١٠٣١ بعد خروجه من قسنطينة مغضوبا عليه من السلطة. وكان التواتي شيخا لعدد من معاصري الفكون أيضا منهم محمد بن راشد الزواوي. وقائمة العلماء الذين ذكرهم الفكون طويلة ولكن ليس فيهم من ملأ عينه. ونحن نعرف أنه كانت لبركات بن باديس (الذي لم يذكره الفكون) مؤلفات مثل (نزع الجلباب) وهو من تلاميذ الفكون. ونعرف أيضا أن عاشور القسنطيني من تلاميذ الفكون كذلك كما ذكر هو ذلك بنفسه، وكان عاشور هذا قد تنقل بين قسنطينة وتلمسان وتونس والحجاز وغيرها، وانتصب للتدريس واهتم بالرحلة والتاريخ ولكنه لم يترك تأليفا على ما نعرف (١) أما محمد ساسي البوني فقد شن عليه الفكون حربا قوية لخلطه بين العلم والتخريف والتدجيل على العامة واستغلال بساطتها ونشر بدعة الحضرة والإنشاد والرقص بينها ولكننا نعرف من جهة أخرى أن للشيخ محمد ساسي البوني تآليف في التصوف وأن له رسائل وأشعارا تبادلها مع يوسف باشا، حاكم الجزائر في وقته (١٠٥٠) وأن له إبنا، هو أحمد بن محمد ساسي البوني، فاق والده شهرة وتأليفا، وهو الذي عاتب الفكون


(١) انظر عنه كتابنا تاريخ الجزائر الثقافي ٣٩٧/ ٢، ط ٢ (١٩٨٥).

<<  <   >  >>