وسمى ما حدث سنة ٩٧٥ (فتنة). ومما نسب الفكون لجده حاشية على المدونة تدل على مكانته عندئذ، فقد كان أحد اليهود يدعى المختاري قد أسلم ودخل الجندية، ولكنه تجاسر بعد ذلك على الدين فسب الرسول، (ص)، فقال أبو محمد الفكون يقتله وقال القاضي يحيى بن محجوبة بعدم قتله. واشتد الخلاف وكادت تقع فتنة في المدينة، لأن المعسكر كانوا مع زميلهم ضد قتله. وانعقد مجلس الشورى بحضور الوالي والشرطة والجنود والعلماء والقضاة إلخ. وتداولوا وكانوا جميعا ضد قتله إلا الفكون فقد أضر على قتله، ورغم الضجيج والضغط والتهديد فقد كان الفكون مصرا على رأيه. وأخيرا خضع الجميع، حسب قول الفكون الحفيد، إلى رأي جده، بما فيهم القاضي ابن محجوبة الذي رجع، كما قال عنه، إلى الحق (١).
وقد وصف الفكون جده بأنه كان منشغلا بما يعنيه دينا ودنيا. وأنه كان معتكفا على التدريس والإقراء. وأنه كان متوليا إمامة الجامع الأعظم والخطابة. وهذه هي أول مرة يتحدث فيها الفكون عن أحد أجداده إنه كان متوليا هذه الوظيفة الهامة، وهي الوظيفة التي بنى عليها بعض المؤرخين أيضا نتائج سياسية سنتعرض إليها. وقال الفكون عن جده إن الولاية (وهو يقصد الصلاح) قد غلبت عليه وأنه كان ملازما للأذكار وقيام الليل، وأنه من تلاميذ
(١) انظر ص ٣٦ من مخطوط (منشور الهداية). ومما يذكر أن عائلة ابن محجوبة عائلة قديمة وتعود إلى ناحية سطيف، ومنها يحيى بن محجوبة القرشي السطيفي الذي ذكره الغبريني في عنوان الدراية، ص ١١٩، وقال أنه توفى سنة ٦٧٧.