للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيخ الوزان. وذكر أن له عناية خاصة بعلم البيان وأنه كان يقرىء كتاب سعد الدين التفتزاني المطول في هذا الفن. وأن لجده تأليفا جمع فيه الآيات القرآنية التي استشهد بها التفتزاني في كتابه المذكور. وأن جده كان قد جدد في أسلوب الخطابة بالجامع، فأحدث نوعا من الخطب تقوم على الأحاديث النبوية. أما وفاته فكانت سنة ٩٨٨.

ومن أبرز أفراد عائلة الفكون والد مترجمنا، وهو محمد الفكون. وماذا نتوقع أن يقول ولد بار عن والده؟ وصف الفكون والده بأنه قد تولى إمامة الجامع الأعظم بقسنطينة بعد وفاة أبيه، أبي محمد عبد الكريم الفكون. وقال عنه أنه كان فقيها صوفيا، وأنه كان أيضا يكثر من تلاوة الأوراد وقيام الليل. ولم يتحدث الفكون عن فن الخطابة عند والده، ولا عن تآليفه إن كانت، ولا عن دوره في الحياة العامة. ولعل أهم من ذلك أن نلاحظ أنه لم يذكر أن جده السابق ولا والده قد تولى إمارة ركب الحج إلى البقاع المقدسة، وهي الوظيفة التي بنى عليها بعض المؤرخين نتائج سياسية هامة أيضا سنعرض إليها ونعتقد أنه لو تولاها أحدهما أو كلاهما لما أهملها الفكون الذي كان حريصا على ذكر أنواع المجد وألقاب الرفعة لعائلته. وقد ذكر أن والده قد توفي أثناء منصرفه من الحج والزيارة في مكان يقع، كما قال، بين مكة والمدينة ومصر يسمى المويلح، وذلك سنة ١٠٤٥ (١) ونعرف من


(١) ذكر العياشي، الرحلة ١٧٠/ ١، أنه رأى قبر محمد الفكون في المويلح وأقام بهذا المرسى يومين، وأنه زار القبر وتبرك بصاحبه. والمويلح =

<<  <   >  >>