للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوثائق التالية أن الفكون الحفيد تولى مهمة والده بعد وفاته، وأقدم الوثائق في ذلك تعود إلى سنة ١٠٤٨ ويبدو أن الفكون ألف عمله (منشور الهداية) بين هذين التاريخين (١٠٤٥ و ١٠٤٨) لأنه ذكر فيه وفاة والده، ولم يذكر فيه توليه هو مهامه الجديدة التي سنتحدث عنها.

وبالإضافة إلى ذلك لدينا معلومات عن أنساب ومصاهرات عائلة الفكون قد تفيد في إلقاء الضوء على مسيرتها ودورها في التاريخ. فنحن نعلم مثلا أن محمد بن قاسم بن محمد الشريف الحسني كان جدا للفكون من جهة الأم، وأن محمدا هذا تولى


= مرسى يقع على الرصيف المقابل لمصر من أرض الحجاز. ومن ناحية أخرى يدل كلام العياشي على أن إمارة ركب الحج كانت في عبد الكريم الفكون الحفيد (الذي نترجم له) ثم في ابنه محمد الذي حج معه العياشي إذ يقول عن محمد أنه كان أميرا لركب الحج الجزائري وكان يسير في ذلك (على نهج أبيه وعادته). ولو كانت الإمارة في آخرين قبله من آل الفكون لقال العياشي عبارة أخرى تدل على ذلك مثل (على نهج أبيه وأسلافه) أو نحو ذلك، وهذه هي عبارة العياشي بحروفها (وممن لقيت بطرابلس الشيخ الفقيه سيدي محمد بن سيدي عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الفكون. قدمها حاجا، وهو أمير ركب أهل الجزائر وقسنطينة وتلك النواحي، على نهج أبيه وعادته في ذلك، محافظا على سلوك سيرة والده من التؤدة والحلم والوقار، فأحبته القلوب ومالت إليه النفوس، ولم يطلع أميرا إلا في هذه السنة (يعني سنة ١٠٧٤)، وقبل ذلك إنما كان يطلع بالركب والده. فلما توفي قام ولده هذا مقامه في ذلك). العياشي الرحلة ٢/ ٣٩٠، ط. ١٨٩٩.

<<  <   >  >>