وظائف هامة في قسنطينة منها الفتوى، ومزوار (أي نقيب) الشرفاء، وأنه خضع (لامتحان) عسير من قبل العسكر العثماني بقسنطينة الذين حكموا عليه أحكاما قاسية منها إرادة قتله، ثم خفضوا ذلك فحكموا عليه بالتوجه إلى الجزائر، أي دار الإمارة، كما يسميها الفكون، كما منعوه من حمل القلم، وهو إجراء يبدو أنه كان من أقسى أنواع العقوبات. وبعد هذا الامتحان عاد محمد الشريف إلى وظيفته في الفتوى. وكانت لعائلة الفكون مصاهرات أيضا مع كبار العائلات الأخرى بقسنطينة. ومن أهمها عائلتا ابن باديس وابن نعمون. فقد كان محمد بن نعمون هو ابن أخت عبد الكريم الفكون الجد الذي رباه وسهر عليه إلى أن بلغ أشده وتولى الفتوى ورغم بلادته) كما يقول الفكون (١) وكان أحمد بن باديس الذي سبق الحديث، عنه، متزوجا من أخت والدة الفكون الذي نترجم له، فهو إذن زوج خالته. ومن جهة أخرى ذكر الفكون أنه هو نفسه قد تزوج ابنة أحمد بن حسن الغربي الذي تولى عدة وظائف شرعية ومخزنية في وقته، وعائلة الغربي من بيوتات قسنطينة أيضا.
وقد عرفنا أن عائلة الفكون كانت لها زاوية ومدرسة كما
(١) يقول الفكون عن محمد بن نعمون أن جده لأبيه هو الفقيه الإمام أبو البركات ابن نعمون. وهم دار عافية، ومن بيوتات قسنطينة وشهرتهم في أسلافهم بنسل الصالح سيدي نعمون، دفين الزاوية الجوفية المشتهرة باسمهم. واعتذر الفكون أنه لا يذكر اسم هذا الرجل الصالح الذي تنتسب إليه عائلة ابن نعمون. وقال عن زاويتهم أنها كانت أصلا لعائلة الفكون إلى أن رفع أسلافه أنفسهم عن الزاوية لأصهارهم أولاد نعمون.