للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت لها أملاك كثيرة. فهي من العائلات الغنية. ولم يكن ذلك الغنى يعود إلى العهد الثاني بل إنه يعود إلى عهود سابقة غير محددة. وقد حدثنا الفكون أن زاوية أسلافه كانت لهم إلى أن بنى جد جده مدرسة فترك آل الفكون الزاوية لأصهارهم آل نعمون واستقلوا هم بالمدرسة. وفي هذه الزاوية دفن أبو محمد عبد الكريم الفكون. وقد مر بنا أن المدرسة قد جددها ووسع منها والد مترجمنا ولكن الفكون يذكر في عدة مناسبات الزاوية والمدرسة والدار، أحيانا بدون تمييز، فكلما ذكر العلماء والطلبة الذين يأتون إليه في قسنطينة للقراءة أو للزيارة إلا وذكر أنهم نزلوا عنده في مدرسة العائلة وأحيانا بزاويتها وأحيانا بداره هو. ولكننا عرفنا أن الزاوية تنسب عادة إلى رجل صالح أسسها أو دفن فيها، أما المدرسة فقد تأسست لنشر العلم في الأساس، رغم وجود مدافن عائلية بها. أما عن ثروة عائلة الفكون فأمرها واضح. وإذا كنا لا نجد كثيرا من الوثائق العائلية التي تثبت ذلك في العهد السابق للعثمانيين فإننا نجد وثائق القرن العاشر (١٦ م) تشير إلى ذلك (١) وأهم مصدر لثروتهم أوقاف الجامع الكبير، الذي كانوا يتولون فيه الإمامة والخطابة منذ القرن العاشر. وقد وجدت وثيقة شراء الفكون صاحب الترجمة لخمس قطع من الأرض، كانت من أملاك بلقاسم بن ناصر العيشاوي (٢)، وهناك وثيقة أخرى تمنح


(١) يذكر فايسات أنه وجد وثيقة تعود إلى سنة ٩٢٩ (١٥٢٠) تثب أن عائلة الفكون كانت لها أملاك طائلة في قسنطينة نفسها وفي الريف. انظر (روكاي) ١٨٦٧، ص ٣٢١ وما يليها.
(٢) انظر نص العقد في المجلة الآسيوية (١٨٥٨)، ص ٥٩٩.

<<  <   >  >>