للفكون نفسه سنة ١٠٦٠ فوائد سوق الفواكه والخضر وفائض أوقاف الجامع الكبير وحقوقا كثيرة. وسنتحدث عن هذه الوثيقة حين نذكر امتيازات أمير ركب الحج.
بقي علينا أن نتحدث عن صعود هذه العائلة إلى الصف الأول بين العائلات في قسنطينة بل إلى تقديمها على جميع العائلات الأخرى هناك، خلال العهد العثماني. كيف وقع ذلك؟ ومن هو أول من تقدم منها؟ وما الفرق بين الروايات الرسمية (التاريخية) والشعبية؟ وهل ما زعمه بعض الكتاب الفرنسيين في القرن الماضي حول الموضوع يثبت اليوم؟ هذا ما نحاول الإجابة عليه هنا ولو باختصار.
وقبل كل شيء نبادر إلى القول بأننا نرى أن إمارة ركب الحج لم تمنح إلا إلى عبد الكريم الفكون الحفيد صاحب هذه الترجمة. ودليلنا على ذلك عدة أمور، منها أنه لم يذكر هذه المهمة مقرونة باسم جده ولا والده حين ترجم لهما. ولو تولاها أحدهما أو كلاهما لذكرها لأنه كان حريصا كل الحرص على إظهار مجد العائلة وتوليها الوظائف السامية، ولا سيما الدينية منها، كما فعل حين ذكر تولي جده وأبيه إمامة الجامع الكبير والخطبة فيه والتدريس ونحو ذلك.
ومنها أنه أشار إلى حج والده ووفاته أثناء منصرفه من حجه سنة ١٠٤٥، كما سبق، ولم يذكر أنه كان أميرا لركب الحج أو كانت له أية مسؤولية دينية أو دنيوية مع الآخرين في ذلك ولو كان والده متقلدا لتلك الوظيفة لما أهملها في ترجمته. ومن جهة