ومع هذا الوضوح في تسلسل الأحداث وتولي المسؤوليات فإن بعض المؤرخين (سيما الفرنسيون) قد خلطوا في هذه القضية.
فذهب بعضهم إلى أن ولاء عائلة الفكون للعثمانيين يبدأ من خيانة عائلة عبد المؤمن لهم. وأن عائلة الفكون قد (منحت) وظيفة القضاء والإمامة والخطابة بالجامع الكبير (وهو منصب يعني الجاه والثروة) جزاء لها على دورها في نشر العافية وجلب طاعة الرعية خلافا لعائلة عبد المؤمن التي تعاونت مع أولاد صولة وخلعت البيعة ورفضت الانصياع للعثمانيين. وقد استدل بعضهم، مثل شيربونو، برواية شعبية مفادها أن عائلة عبد المؤمن هي التي كانت تتوارث إمارة ركب الحج في قسنطينة. وعندما حل خير الدين بربروس بالقل تضررت تجارة قسنطينة فجاءه وفد منها وعرضوا عليه الطاعة فعين عليهم بايا. ولما سمع الشيخ عبد المؤمن أغلق أبواب المدينة فظل الباي الجديد وجنوده في المنصورة (بأعلى المدينة). وهنا اتصلت بهم عائلة الفكون المنافسة لعبد المؤمن واقترحوا على الأتراك أن يعدوا عبد المؤمن
بإبقاته في وظيفته، فأرسل إليه الأتراك رسالة وأقاموا له وليمة في المنصورة فجاءهم إليها وفتح لهم أبواب المدينة. وأثناء هذه الوليمة سموه وسلخوا جلده وحشوه تبنا وأرسلوه إلى الجزائر. ومنذ ذلك الحين ظلت العلاقة بين الأتراك وآل الفكون جيدة (١).
وهذه الرواية وجدت صدى في كتابات فايسات وميرسييه أيضا ولكن الأول (فايسات) لاحظ أن هذه الرواية لا تستند على