للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أية وثيقة. ومع ذلك فهو يقول إن أول من أعطي لقب شيخ الإسلام م عبد الكريم الفكون الجد سنة ١٥٦٧ أو ١٥٦٨، بعد الثورة التي حدثت ذلك العام (٩٧٥ هـ)، والتي قادها أولاد عبد المؤمن بالتعاون مع أولاد صولة (١) ولكن المعروف أن الفكون الجد تولى فقط إمامة وخطابة الجامع الكبير ولم يتول إمارة ركب الحج ولم يلقب بلقب (شيخ الإسلام). أما ميرسييه فيذهب أبعد من ذلك، فيرى أن إمامة وخطابة الجامع الكبير قد منحت إلى قاسم الفكون بعد رجوعه من تونس (والواقع أنه تولى القضاء فقط، باقتراح من الشيخ الوزان، الذي اعتذر عن ولاية القضاء بنفسه). ويؤكد (ميرسييه) إن أول أمير لركب الحج هو عبد الكريم الفكون الجد (وقد عرفنا أن هذا المنصب بقي في يد عائلة عبد المؤمن إلى أوائل القرن الحادي عشر، وأن الفكون الجد قد تولى فقط إمامة وخطابه الجامع الكبير، وأنه قد لا يكون حج أصلا). ويرجح ميرسييه أن لقب أمير ركب الحج قد منح للفكون الجد سنة ١٥٧٢ (٩٨٠ هـ) على أثر الثورة الكبيرة التي أدت إلى مقتل الشيخ عبد المؤمن (٢) ولكنه يستدرك على نفسه


(١) انظر فايسات (روكاي)، ١٨٦٧، ص ٣٢١ وما بعدها.
(٢) يرى فايسات أن منح الفكون لقب شيخ الإسلام كان بعد ثورة (٩٧٥) ١٥٦٧ - ٦٨ وبعد رجوع الشيخ من الجزائر. ويرى ميرسييه أن ذلك كان سنة ١٥٧٢ (٩٨٠) بعد الثورة الثانية، لأنه من الممكن أن يغفر الأتراك المرة الأولى لعبد المؤمن. وكلا الكاتبين متفق على أن صعود عائلة الفكون مكان عائلة عبد المؤمن كان بين ١٥٦٧ و١٥٧٢. وقد رأينا خطأ هذا التقدير وعن رأي ميرسييه انظر (روكاي) ١٨٧٨، ص ٢٢٦.

<<  <   >  >>