للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقول إن لقب أمير ركب الحج وشيخ الإسلام قد منحا ضمنيا لا تصريحا، لأن إمام الجامع الكبير كان بالضرورة شيخا للإسلام وأميرا لركب الحج. وهو أيضا استدراك غير صحيح، لأن إمارة الركب بقيت في عائلة عبد المؤمن مدة طويلة بعد وفاة الفكون الجد وابنه محمد وحتى إلى عهد الفكون الحفيد. أما لقب الإسلام فلم يصرح به إلا لهذا الأخير.

والشيء المؤكد هو أن أسرة الفكون ظلت تتوارث هذه الوظائف بعد ذلك: إمامة وخطابة الجامع الكبير، وإمارة ركب الحج ولقب شيخ الإسلام، إلى الاحتلال الفرنسي، وبالضبط إلى سنة ١٨٣٨، حين ألغت السلطات الفرنسية ذلك. وهكذا فإن الوثائق تتحدث عن تولي محمد الفكون (والد المترجم) جميع مهام والده (سنة ٩٨٩ هـ)، وتولى الفكون الحفيد جميع مهام والده سنوات ١٠١٥، و١٠٤٨، و١٠٦٠ وتولى محمد الفكون (ابن المترجم له) جميع مهام والده سنة ١٠٧٤، و١٠٧٥ واستمر الحال كذلك إلى الاحتلال الفرنسي كما أشرنا. وآخر وثيقة لتثبيت هذه العائلة على وظائفها وامتيازاتها، يعود إلى عهد الحاج أحمد باي آخر حكام قسنطينة العثمانيين، وبالضبط إلى سنة ١٢٤١ (١٨٢٦) (١).


(١) أشار إلى هذه الوثائق كل عن فايسات وميرسييه في المصدر المذكور، وكذلك ميرسييه (روكاي) ١٨٧٩، ص ٢١٥ وما بعدها. ويبدو أن محمد الفكون ابن عبد الكريم الذي نترجم له هو نفسه الذي لقيه وتحدث عنه العالم التونسي أحمد برناز في كتابه (الشهب المحرقة). انظر دراستنا عن شعبان باشا من خلال هذا الكتاب في كتابنا (أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر) ج ٢، ط١، ١٩٨٦.

<<  <   >  >>