للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ندري أين كان يتلقى على هؤلاء الشيوخ، والغالب أن ذلك كان في الجامع الأعظم حيث تتولى أسرته وظائف هذا الجامع وتقع دارهم بجواره.

٢ - إن مرويات الشيخ عيسى الثعالبي عن الفكون في (كنز الرواة) لا تساعدنا كثيرا في فهم أوليات الفكون وشيوخه، إذ لا تذكر من شيوخه سوى والده ويحيى الأوراسي.

٣ - إن ثقافة الفكون ثقافة محلية، فهو لم يغترب من أجلها ولم يرحل لا داخل الجزائر ولا خارجها طلبا للعلم. وأما رحلاته التي قام بها بعد ذلك فقد كانت بعد نضجه كما كانت في نطاق مهمته في أداء الحج وقيادة ركب الحجاج. ولم يتأثر من بين أولئك العلماء إلا بوالده وبالشيخين ابن راشد الزواوي ومحمد التواتي.

وسنعرف من مراسلاته وعلاقاته أنه كانت له أيضا ارتباطات علمية أخرى مع معاصريه ولكن على نطاق آخر. وهناك حادثة أخرى وقعت للفكون وهو ما يزال، كما يقول، صغير السن، وهي عزمه على الرحيل من قسنطينة إلى الحجاز.

ونفهم من سياق الحادثة، كما ذكرها، أنه كان غير راض عما في قسنطينة من مظالم وفوضى ومناكر، وأنه كان يرغب في الفرار من هذا الوضع رغم حداثة سنه. وكان يلح على والده في ذلك. وقد تحرج الوالد من موقفه، ولعله راوده على البقاء وحاول إقناعه فلم يفلح. وحانت الفرصة للمواجهة عندما زارهم في منزلهم شيخ من زواوة هو محمد الموهوب الزواوي الذي يبدو أنه كان صديقا للوالد. وكان الوالد والولد حاضرين معا. وعندما طرح الموضوع

<<  <   >  >>