ان كتاب كشف الظنون يعتبر أوسع مرجع عام باللغة العربية ينيز السبيل للباحثين عن آثار المؤلفين وتصانيفهم، وهو وان لم يكن الأول في بابه حيث سبقه أعلام وأعلام منذ القرون الأولى فدونوا ما وجدوه أو علموا به من آثار المصنفين والمؤلفين إلا ان جميع من سبقه يمتاز بسمة خاصة ولون خاص كما يعرف ذلك من راجع المؤلفات المعنية بالفهرسة والتراجم، ولعل ميزة هذا الكتاب-كشف الظنون-انه أوفى بحثا وأوسع منهجا، وهو مع ذلك لم يسلم من المؤاخذات عليه والنقد له-إذ الكمال لواهبه-فجاء جمع من المتأخرين فسجلوا ملاحظاتهم عليه وأضافوا اليه كثيرا مما فات مؤلفه حتى بلغ ما استدركه عليه ابراهيم افندي بما يقدر ب ٥٠٠ ر ١٤ كتاب وهو رقم عال وعدد كبير يكشف عن سعة اطلاع وطول باع وقد أحصى سماحة شيخنا البحاثة بقية السلف الحبر الجليل آية الله الشيخ اغا بزرك الطهراني مؤلف الموسوعة الكبيرة الذريعة الى تصانيف الشيعة اسماء من ذيل على الكشف او استدرك عليه كما يأتى فى ملاحظاته
ولما لشيخنا الجليل من الخبرة والاختصاص فى هذا المضمار فقد سجل هو أيضا بعض ملاحظاته على كشف الظنون بشكل تعليقات في هوامش نسخته منه. وهي تعليقات مفيدة ولم يكتب لعامة القراء حتى اليوم الاطلاع عليها والاستفادة منها، أما اليوم وقد حان الوقت لنشرها-والامور مرهونة بأوقاتها-فان سيادة الشريف الوجيه السيد اسماعيل الكتابجى سلمه الله صاحب دار النشر الاسلامية في طهران صمم على إعادة طبع كشف الظنون، وطلب من سماحة شيخنا دام ظله تزويده بتلك التعليقات ليزين بها طبعته الجديدة ويجعلها في خاتمة الكتاب فسمح أطال الله عمره بذلك وبقيت هناك مشكلة استخراجها وترتيبها وهذا عمل قد لا تكون له أهمية في باديء الأمر لكن إذا علمنا ان الشيخ دام ظله دوّن تعليقاته في هوامش نسخته المطبوعة سنة ١٣١٠ في حين ان مطبوعة الكتابجى هي طبعة وزارة المعارف التركية الطبعة النفيسة وإن كانت لا تخلو من أغلاط مطبعية.
فاقتطاف التعليقة من هامش نسخة الشيخ وتعيين محلها من الطبعة الجديدة عمل مجهد يحتاج الى خبرة وأناة قد لا يقوى عليه الكثير من الناس. فطلب اليّ سيادة الناشر القيام بهذه المهمة وللمودة بيننا ورعاية لحقوق شيخنا بقية السلف ورغبة مني فى منفعة القراء اجبت ملتمسه ولما شرعت في ذلك رأيت أن بعض تلك التعليقات لا تخلو من مراجعة وإعادة نظر بل وتهذيب فاستجزت شيخنا دام ظله في ذلك فأجازنى سلمه الله فرتبتها وهذبت كثيرا منها واضفت اليها بعض ما تيسر لي فجاءت كما يراها القاريء وأحسب أنى أديت الذي يجب عليّ في هذا السبيل فإن قصرت فما توفيقى إلا بالله والكمال لله وحده.