للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي أنزل القرآن كأنه يعرفني أكثر مما أعرف نفسي " (١) كيف لا والذي أنزل القرآن هو الذي خلق الإنسان؟ وهو الله سبحانه: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: ١٤] (٢) ثم كانت قراءته لترجمة معاني القرآن الكريم سببا في إسلامه وتأليفه لهذا الكتاب الذي نقلت لك منه.

والقرآن العظيم شامل لكل ما يحتاج إليه البشر، فهو شامل لأصول القواعد والعقائد والأحكام والمعاملات والآداب، قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: ٣٨] (٣) ففيه الدعوة إلى توحيد الله، وذكر أسمائه وصفاته وأفعاله، ويدعو إلى صحة ما جاء به الأنبياء والمرسلون، ويقرر المعاد والجزاء والحساب، ويقيم الحجج والبراهين على ذلك، ويذكر أخبار الأمم الماضية وما حل بها من المثلات في الدنيا، وما ينتظرهم من العذاب والنكال في الآخرة.

وفيه من الآيات والدلائل والبراهين الشيء الكثير مما يدهش العلماء، ويناسب كل عصر، ويجد فيه العلماء والباحثون ضالتهم، وسأذكر لك ثلاثة أمثلة فقط تكشف لك شيئا من ذلك، وهذه الأمثلة هي: ١ - قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: ٥٣] (٤) وقال عز شأنه:


(١) الصراع من أجل الإيمان تأليف الدكتور جفري لانغ، ترجمة د. منذر العبسي، نشر دار الفكر، ص: ٣٤.
(٢) سورة الملك، الآية: ١٤.
(٣) سورة الأنعام، الآية: ٣٨.
(٤) سورة الفرقان، الآية: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>