للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حال الديانات القائمة]

حال الديانات القائمة أصبحت الديانات العظمى، وصحفها العتيقة، وشرائعها القديمة فريسة للعابثين والمتلاعبين، ولعبة المحرفين والمنافقين، وعرضة للحوادث الدامية والخطوب الجسيمة، حتى فقدت روحها وشكلها، فلو بعث أصحابها الأولون، وأنبياؤها المرسلون لأنكروها وتجاهلوها.

أصبحت اليهودية (١) - اليوم - مجموعة من طقوس وتقاليد لا روح فيها ولا حياة، وهي - بصرف النظر عن ذلك - ديانة سلالية مختصة بقوم وبجنس معين، لا تحمل للعالم رسالة، ولا للأمم دعوة، ولا للإنسانية رحمة.

وقد أصيبت هذه الديانة في عقيدتها الأصلية التي كانت لها شعارا من بين الديانات والأمم، وكان فيها سر شرفها وهي عقيدة التوحيد التي وصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب - عليهم السلام -، فقد اقتبس اليهود كثيرا من عقائد الأمم الفاسدة التي جاوروها أو وقعوا تحت سيطرتها، وكثيرا من عاداتها وتقاليدها الوثنية الجاهلية، وقد اعترف بذلك مؤرخو اليهود المنصفون، فقد جاء في " دائرة المعارف اليهودية " ما معناه:


(١) لمزيد من التوسع ينظر " إفحام اليهود "، تأليف السموأل بن يحيى المغربي، كان يهوديا ثم أسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>