أن يخرج زكاة ماله، وهي جزء يسير جدا، ويدفعها إلى الفقراء والمساكين وغيرهم ممن يجوز دفعها إليهم.
ويجب أن يدفعها المسلم إلى مستحقها طيبة بها نفسه، ولا يمن بها على أهلها، ولا يؤذيهم بسببها، ويجب أن يدفعها المسلم ابتغاء رضوان الله، لا يريد بذلك جزاء ولا شكورا من الخلق؛ بل يدفعها خالصة لوجه الله لا رياء ولا سمعة.
وفي إخراج الزكاة استجلاب للبركة، وتطييب لنفوس الفقراء والمساكين وذوي الحاجات، وإغناء لهم عن ذل السؤال، ورحمة بهم من التلف والعوز إذا تركهم الأغنياء، وفي إخراج الزكاة اتصاف بصفات الكرم والجود والإيثار والبذل والرحمة، وتخل عن سمات أهل الشح والبخل والدناءة، وفيها يتكاتف المسلمون، ويرحم غنيهم فقيرهم، فلا يبقى في المجتمع - إذا طبقت هذه الشعيرة - فقير معدم، ولا مدين مرهق، ولا مسافر منقطع.
[من مراتب الدين الصيام]
الرابع: الصيام: (١) وهو صيام شهر رمضان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، يدع فيه الصائم الطعام والشراب والجماع وما في حكمها عبادة لله سبحانه وتعالى، ويكف نفسه عن شهواتها، وقد خفف الله الصيام عن
(١) ينظر لمزيد من التوسع كتاب " رسالتان في الزكاة والصيام " تأليف سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله.