أصول الإسلام ومصادره اعتاد أتباع الأديان المنسوخة والملل الوضعية أن يقدسوا كتبا متوارثة فيهم، كتبت في أزمنة غابرة، وقد لا يعلم حقيقة من كتبها، ولا من ترجمها، ولا في أي زمن كتبت، إنما كتبها أناس يعتريهم ما يعتري البشر من الضعف والنقص والهوى والنسيان.
أما الإسلام فإنه يتميز عن غيره حيث يعتمد على المصدر الحق (الوحي الإلهي) القرآن والسنة، وفيما يلي تعريف موجز بهما: أ - القرآن العظيم: علمت فيما سبق أن الإسلام هو دين الله، ولأجل ذلك أنزل الله القرآن على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم هدى للمتقين، ودستورا للمسلمين، وشفاء لصدور الذين أراد الله لهم الشفاء، ونبراسا لمن أراد الله لهم الفلاح والضياء، وهو مشتمل على الأصول التي بعث الله من أجلها الرسل (١) ولم يكن القرآن بدعا من الكتب، كما لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم بدعا من الرسل، فقد أنزل الله على إبراهيم - عليه السلام - صحفا، وأكرم موسى - عليه السلام - بالتوراة، وداود - عليه السلام - بالزبور، وجاء المسيح - عليه السلام - بالإنجيل، وهذه الكتب وحي من الله أوحاه إلى أنبيائه ورسله، ولكن هذه الكتب المتقدمة فقد كثير منها، واندرس معظمها، ودخلها التحريف والتبديل.
(١) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي تأليف مصطفى السباعي، ص: ٣٧٦.