للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

الخاتمة يا أيها الإنسان:

كنت عدما محضا، قال تعالى: {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} [مريم: ٦٧] (١) ثم خلقك الله من نطفة، فجعلك سميعا بصيرا، قال تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا - إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [الإنسان: ١ - ٢] (٢) ثم تدرجت من ضعف إلى قوة، ومردك إلى ضعف، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: ٥٤] (٣) ثم النهاية التي لا شك فيها الموت.

وأنت في تلك المراحل تنتقل من ضعف إلى ضعف، لا تستطيع أن تدفع عن نفسك الضر، ولا تجلب لنفسك النفع إلا باستعانتك على ذلك بنعم الله عليك من الحول والقوة والقوت، وأنت فقير محتاج من حيث الفطرة، فكم هناك من شيء تحتاج إليه لاستبقاء حياتك ليس في متناول يدك، وقد تناله مرة، وتسلبه أخرى، وكم هناك من أشياء تنفعك وتريد الحصول عليها، وقد تفوز بها مرة ولا تظفر بها أخرى، وكم من شيء


(١) سورة مريم، الآية: ٦٧.
(٢) سورة الإنسان، الآيتان: ١، ٢.
(٣) سورة الروم، الآية: ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>