للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خلق الإنسان وتكريمه]

خلق الإنسان وتكريمه قضى الله أن يخلق خلقا جديرا بعمارة هذا الكون، فكان هذا المخلوق هو الإنسان، واقتضت حكمته سبحانه أن تكون المادة التي يخلق منها الإنسان هي الأرض، وبدا خلقه من طين، ثم صوره على هذه الصورة الحسنة التي عليها الإنسان، فلما استوى متكاملا في شكله نفخ فيه من روحه، فإذا هو إنسان في أحسن تقويم، يسمع ويبصر ويتحرك ويتكلم، فأسكنه ربه جنته، وعلمه كل ما يحتاج إلى معرفته، وأباح له كل ما في هذه الجنة، ونهاه عن شجرة واحدة - ابتلاء وامتحانا - وأراد الله أن يظهر منزلته ومكانته، فأمر ملائكته بالسجود له، فسجد الملائكة كلهم أجمعون، إلا إبليس امتنع عن السجود تكبرا وعنادا، فغضب عليه ربه، لمخالفة أمره، وطرده من رحمته، لأنه تكبر عليه، فطلب إبليس من ربه أن يمد في عمره وأن يمهله إلى يوم القيامة، فأمهله ربه ومد في عمره إلى يوم القيامة، وحسد الشيطان آدم - عليه السلام - لما فضل عليه هو وذريته، وأقسم بربه أن يغوي جميع بني آدم، وأنه سيأتيهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، إلا عباد الله المخلصين الصادقين المتقين، فإن الله عصمهم من كيد الشيطان ومكره، وحذر الله آدم - عليه السلام - من كيد الشيطان، فوسوس

<<  <  ج: ص:  >  >>