حاجة الناس إلى الرسل الأنبياء هم رسل الله تعالى إلى عباده يبلغونهم أوامره، ويبشرونهم بما أعد الله لهم من النعيم إن هم أطاعوا أوامره، ويحذرونهم من العذاب المقيم إن هم خالفوا نهيه، ويقصون عليهم أخبار الأمم الماضية، وما حل بها من العذاب والنكال في الدنيا بسبب مخالفتها أمر ربها.
وهذه الأوامر والنواهي الإلهية لا يمكن أن تستقل العقول بمعرفتها؛ ولذلك شرع الله الشرائع، وفرض الأوامر والنواهي، تكريما لبني الإنسان وتشريفا لهم وحفظا لمصالحهم، لأن الناس قد ينساقون وراء شهواتهم فينتهكون المحرمات ويتطاولون على الناس فيسلبونهم حقوقهم، فكان من الحكمة البالغة أن يبعث الله فيهم بين آونة وأخرى رسلا يذكرونهم أوامر الله، ويحذرونهم من الوقوع في معصيته، ويتلون عليهم المواعظ، ويذكرون لهم أخبار السابقين، فإن الأخبار العجيبة إذا طرقت الأسماع، والمعاني الغريبة إذا أيقظت الأذهان، استمدتها العقول فزاد علمها، وصح فهمها، وأكثر الناس سماعا أكثرهم خواطر، وأكثرهم خواطر أكثرهم تفكرا، وأكثرهم تفكرا أكثرهم علما، وأكثرهم علما أكثرهم عملا، فلم يوجد عن بعثة الرسل