للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الرسالة الباقية]

الرسالة الباقية (١) ما سبق من عرض حال الأديان اليهودية والنصرانية والمجوسية والزرادشتية والوثنية المتنوعة يبين حالة البشرية (٢) في القرن السادس الميلادي، وإذا فسد الدين فسدت الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فعمت الحروب الدامية، وظهر الاستبداد، وعاشت البشرية في ظلام دامس مطبق، أظلمت لأجله القلوب بسبب ظلمة الكفر والجهل، وتدنست الأخلاق، وهتكت الأعراض، وانتهكت الحقوق، وظهر الفساد في البر والبحر، حتى لو تأملها عاقل لأدرك أن البشرية - في ذلك الوقت - في حالة احتضار، وأنها آذنت بزوال ما لم يتداركها الله بمصلح عظيم يحمل مشعل النبوة، وقبس الهداية، لينير للبشرية طريقها، ويهديها إلى سواء السبيل.

وفي ذلك الزمان أذن الله بأن يشرق نور النبوة الخالدة من مكة المكرمة التي فيها البيت العظيم، وقد كانت بيئتها مماثلة لسائر البيئات البشرية من حيث الشرك والجهل والظلم والاستبداد، إلا أنها تميزت عن غيرها بميزات كثيرة منها:


(١) لمزيد من التوسع ينظر: " الرحيق المختوم " تأليف صفي الرحمن المباركفوري.
(٢) انظر فقرة حال الديانات القائمة في هذا البحث، ص: ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>