للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١ - أنها بيئة نقية لم تتأثر بشوائب الفلسفات اليونانية أو الرومانية أو الهندية، وتمتع أفرادها بالبيان الرصين، والذهن الوقاد، والقرائح المبدعة.

٢ - أنها تقع في قلب العالم فهي في مكان وسط بين أوربا وآسيا وأفريقيا مما يكون سببا هاما في سرعة انتشار ووصول الرسالة الخالدة إلى هذه الأقطار في زمن يسير.

٣ - أنها بلد آمن، حيث إن الله حماها عندما هم أبرهة بغزوها، ولم تتسلط عليها الإمبراطوريات المجاورة لها فارس والروم، بل أمنت حتى تجارتها في الشمال والجنوب، وكان ذلك إرهاصا لبعثة هذا النبي الكريم، وقد ذكر الله أهلها بهذه النعمة فقال: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} [القصص: ٥٧] (١) .

٤ - أنها بيئة صحراوية حافظت على كثير من الشمائل المحمودة كالكرم، وحفظ الجوار، والغيرة على الأعراض، إلى غير ذلك من المميزات التي أهلتها لأن تكون المكان الملائم للرسالة الخالدة.

من هذا المكان العظيم، ومن قبيلة قريش التي اشتهرت بالفصاحة والبلاغة، ومكارم الأخلاق، والتي كان لها الشرف والسؤدد اصطفى الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، حيث ولد في القرن السادس الميلادي عام ٥٧٠ م تقريبا، ونشأ يتيما، إذ


(١) سورة القصص، الآية: ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>