للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم القيامة، وأن الإنسان لا بد أن يأخذ جزاءه إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، لتجزى كل نفس بما تسعى، ويتحقق العدل الإلهي، قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ - وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: ٧ - ٨] (١) .

ولا يعلم أحد من الخلق متى يأتي يوم القيامة، فهذا يوم لا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب، بل اختص الله ذلك بعلمه، قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} [الأعراف: ١٨٧] (٢) وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: ٣٤] (٣) .

[الإيمان بالقضاء والقدر]

السادس: الإيمان بالقضاء والقدر: أن تؤمن بأن الله علم ما كان وما سيكون، وعلم أحوال العباد وأعمالهم وآجالهم وأرزاقهم، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [العنكبوت: ٦٢] (٤) وقال جل ثناؤه: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: ٥٩] (٥) وكتب كل ذلك في كتاب عنده، قال تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: ١٢]


(١) سورة الزلزلة، الآيتان: ٧، ٨، وانظر دين الحق، ص: ١٩.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٨٧.
(٣) سورة لقمان، الآية: ٣٤.
(٤) سورة العنكبوت، الآية: ٦٢.
(٥) سورة الأنعام، الآية: ٥٩، لو لم يكن في القرآن الكريم إلا هذه لكانت دليلا واضحا وحجة قاطعة على أنه من عند الله، ذلك لأن البشرية في كل عصورها - حتى في هذا العصر الذي شاع فيه العلم، واستكبر فيه الإنسان - لا تفكر في هذه الإحاطة الشاملة، فضلا عن أن تقدر عليها، وقصارى جهدها أن ترصد شجرة أو حشرة في بيئة معينة، لتكشف لنا شيئا من أسرارها وما خفي عليهم منها أعظم، أما التفكير الشامل والإحاطة الشاملة فهذا أمر لم تألفه البشرية، ولا تقدر عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>