للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإيمان باليوم الآخر (١) - وهو يوم القيامة، يوم البعث والنشور - جاءت به جميع الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فصلت: ٣٩] (٢) وقال سبحانه تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [الأحقاف: ٣٣] (٣) وهو ما تقتضيه الحكمة الإلهية، فإن الله لم يخلق خلقه عبثا، ولم يتركهم سدى، إذ أضعف الناس عقلا لا يمكن أن يعمل عملا - ذا بال - دون غاية معلومة لديه، ودون قصد منه، فكيف لا يتصور هذا من الإنسان، ثم يظن الإنسان بربه أنه خلق خلقه عبثا، وسيتركهم سدى؟ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وقال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: ١١٥] (٤) وقال جل شأنه: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص: ٢٧] (٥) .

وشهد على الإيمان به جميع العقلاء، وهو الذي يقتضيه العقل، وتسلم له الفطر المستقيمة، لأن الإنسان إذا آمن بيوم القيامة أدرك لماذا يترك الإنسان ما يترك، ويعمل ما يعمل رجاء ما عند الله، ثم أدرك أيضا أن من يظلم الناس لا بد أن يأخذ نصيبه، وأن يقتص الناس منه في


(١) انظر لمزيد من الأدلة على البعث، ص: ٨٤ - ٩٠ من هذا الكتاب.
(٢) سورة فصلت، الآية: ٣٩.
(٣) سورة الأحقاف، الآية: ٣٣.
(٤) سورة المؤمنون، الآية: ١١٥.
(٥) سورة ص، الآية: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>