الشيطان لآدم - عليه السلام - وزوجه حواء، ليخرجهما من الجنة، وليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما، وأقسم لهما إني لكما ناصح، وأن الله لم ينهكما عن تلك الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين.
فأكلا من تلك الشجرة التي نهى الله عنها، فكان أول ما أصابهما من عقوبة على مخالفة أمر الله أن بدت لهما سوآتهما، فذكرهما ربهما بتحذيره لهما من كيد الشيطان، فاستغفر آدم - عليه السلام - ربه، فغفر له وتاب عليه واجتباه وهداه، وأمره أن يهبط من الجنة التي كان يسكنها إلى الأرض، إذ هي مستقره، وفيها متاعه إلى حين، وأخبره أنه منها خلق وعليها يعيش وفيها يموت، ومنها يبعث.
فهبط آدم - عليه السلام - إلى الأرض هو وزوجه حواء، وتناسلت ذريتهما، وكانوا يعبدون الله وفق ما أمرهم، إذ كان آدم - عليه السلام - نبيا.
وحينما تتأمل عظيم صنع الله لهذا الإنسان، حيث خلقه في أحسن تقويم، وألبسه خلع الكرامة كلها من العقل، والعلم، والبيان، والنطق، والشكل، والصورة الحسنة، والهيئة الشريفة، والجسم المعتدل، واكتساب العلوم بالاستدلال والفكر، واقتناص الأخلاق الشريفة الفاضلة من البر، والطاعة، والانقياد، فكم بين حاله وهو نطفة داخل الرحم مستودع هناك، وبين حاله والملك يدخل