للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي وحي من الله إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم عن هوى، قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى - إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى - عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: ٣ - ٥] (١) إنما يبلغ إلى الناس ما أمر به، قال تعالى {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الأحقاف: ٩] (٢) .

والسنة المطهرة هي التطبيق الفعلي للإسلام أحكاما وعقائد وعبادات ومعاملات وآدابا، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتثل ما أمر به، ويبينه للناس، ويأمرهم أن يفعلوا مثل فعله كقوله صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي» (٣) وقد أمر الله المؤمنين أن يقتدوا به في أفعاله وأقواله، حتى يتم لهم كمال إيمانهم، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: ٢١] (٤) ونقل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله إلى من بعدهم، ونقلها هؤلاء إلى من بعدهم، ثم تم تدوينها في دواوين السنة، وقد كان نقلة السنة يتشددون فيمن ينقلون عنه، ويطلبون فيمن يأخذون عنه أن يكون معاصرا لمن أخذ عنه، حتى يتصل السند من الراوي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (٥) وأن يكون جميع رجال السند ثقات عدولا صادقين أمناء.


(١) سورة النجم، الآيات: ٣ - ٥.
(٢) سورة الأحقاف، الآية: ٩.
(٣) رواه البخاري في كتاب الأذان، باب ١٨.
(٤) سورة الأحزاب، الآية: ٢١.
(٥) نتيجة لهذا المنهج العلمي الفريد، ولهذا الضبط في نقل السنة النبوية نشأ لدى المسلمين ما عرف بعلم (الجرح والتعديل) ، وعلم (مصطلح الحديث) ، وهذان العلمان من خصائص الأمة الإسلامية لم تسبق إليهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>