للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أستطع أن أجد في أيما مكان في القرآن أيما ذكر لحاجة إلى " الخلاص " ليس هناك في الإسلام من خطيئة أولى موروثة تقف بين الفرد ومصيره؛ ذلك أنه {لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: ٣٩] (١) ولا يطلب من الإنسان أن يقدم قربانا أو يقتل نفسه لتفتح له أبواب التوبة ويتخلص من الخطيئة " (٢) بل كما قال تعالى: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: ٣٨] (٣) .

وللتوبة آثار وثمار عظيمة، نذكر منها: ١ - أن يعرف العبد سعة حلم الله وكرمه في ستره، وأنه لو شاء لعاجله على الذنب ولهتكه بين عباده، فلم يطب له معهم عيش، بل جلله بستره، وغشاه بحلمه، وأمده بالحول والقوة، والرزق والقوت.

٢ - أن يعرف حقيقة نفسه، وأنها نفس أمارة بالسوء، وأن ما صدر منها من خطيئة وذنب وتقصير فهو دليل على ضعف النفس وعجزها عن الصبر عن الشهوات المحرمة، وأنه لا غنى بها عن الله - طرفة عين - ليزكيها ويهديها.

٣ - شرع سبحانه التوبة ليستجلب بها أعظم أسباب سعادة العبد، وهو اللجوء إلى الله والاستعانة به، كما يستجلب بها أنواع الدعاء والتضرع والابتهال والفاقة والمحبة والخوف والرجاء، فتقرب النفس من خالقها قربا خاصا لم يكن ليحصل لها بدون التوبة واللجوء إلى الله.


(١) سورة النجم، الآية: ٣٩.
(٢) الطريق إلى الإسلام، محمد أسد، ص: ١٤٠، بتصرف يسير.
(٣) سورة النجم، الآية: ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>