للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: ٣٠] » (١) وقال - أيضا - صلى الله عليه وسلم: «ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا» (٢) .

٣ - إجماع الأمم: أجمعت الأمم - قديمها وحديثها - بأن لهذا الكون خالقا وهو الله رب العالمين، وأنه خالق السماوات والأرض، ليس له شريك في خلقه، كما أنه ليس له شريك في ملكه سبحانه.

ولم ينقل عن أية أمة من الأمم الماضية أنها كانت تعتقد أن آلهتها شاركت الله في خلق السماوات والأرض، بل كانوا يعتقدون أن الله خالقهم وخالق آلهتهم، فلا خالق ولا رازق غيره، والنفع والضر بيده سبحانه (٣) قال تعالى مخبرا عن إقرار المشركين بربوبيته:


(١) رواه البخاري في كتاب القدر، باب ٣، ومسلم في كتاب القدر، حديث: ٢٦٥٨، واللفظ له.
(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده، جـ ٤، ص: ١٦٢، ورواه مسلم واللفظ له في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، حديث: ٢٨٦٥.
(٣) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جـ ١٤، ص: ٣٨٠ - ٣٨٣، وجـ ٧، ص: ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>