توطئة الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، والحمد لله الذي جعلنا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم، والحمد لله الذي من علينا فجعلنا من المتمسكين بهديه، الداعين إلى سبيله.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين، أذعن له البر والفاجر، وشهدت بعدله وفضله الأبصار والبصائر، هدى من شاء - بفضله - إلى صراطه المستقيم، وصرف عن سبيله - بعدله - من استحق العذاب المقيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أفنى عمره جهادا ومجاهدة وصبرا ومصابرة، ودعا إلى سبيل ربه في كل ساحة وواد، ونادى: حي على الفلاح حي على الجهاد، خصه الله بخصائص عظيمة تجل عن الحصر، وجعل شريعته باقية إلى يوم القيامة، ودعاته من خلفه يحملون راياته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فلا تزال طائفة منهم على الحق منصورة لا يضرها من خذلها أو خالف أمرها، إذ هم على بصيرة من أمرهم، يقتفون أثر نبيهم محمدا صلى الله عليه وسلم:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي}[يوسف: ١٠٨] ٤ {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}[يوسف: ١٠٨]