للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ - أن تكون السماوات والأرض وسائر ما في الكون شواهد على ربوبية الله، وآيات على وحدانيته: ذلك أن أعظم أمر في هذا الوجود هو الإقرار بربوبيته والإيمان بوحدانيته، ولأنه أعظم أمر فقد أقام عليه أعظم الشواهد، ونصب له أكبر الآيات، واحتج له بأبلغ الحجج، فأقام سبحانه السماوات والأرض وسائر الموجودات لتكون شاهدة على ذلك، ولذا يكثر في القرآن ورود: {وَمِنْ آيَاتِهِ} [الروم: ٢٢] كما في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ - وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا - وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} [الروم: ٢٢ - ٢٥] (١) .

٣ - أن تكون شاهدة على البعث: لما كانت الحياة حياتين: حياة في الدنيا، وحياة في الدار الآخرة، وحياة الدار الآخرة هي الحياة الحقيقية، قال تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: ٦٤] (٢) لأنها دار الجزاء والحساب، ولأن فيها الخلود الأبدي في النعيم لأهله، والخلود الأبدي في العذاب لأهله.

ولما كانت هذه الدار لا يصل إليها الإنسان إلا بعدما يموت ويبعث بعد موته، أنكر ذلك كل من انقطعت صلته بربه، وانتكست


(١) سورة الروم، من الآيات: ٢٢ - ٢٥.
(٢) سورة العنكبوت، الآية: ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>