ففي هذين الحديثين بين النبي صلى الله عليه وسلم أصول الإيمان والإسلام والإحسان، ولم يتجاوز ذلك إلى فروع المسائل، بل في الحديث الأول لم يذكر صلى الله عليه وسلم لمعاذ الصيام والحج، وعلل العلماء ذلك بتعليلات ليس هذا أوان بسطها.
كما حاولت - قدر المستطاع - أن أستشهد لكل مسألة من مسائل العقيدة بآية أو أكثر من كتاب الله، استئناسا بقوله تعالى:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}[التوبة: ٦](١) فينبغي أن يسمعوا كلام الله، لأن له طلاوة تسلب العقول، وتأخذ بالألباب، كما أن كثيرا ممن أسلم يذكر أنه قرأ آيات من القرآن الكريم فكانت سبب هدايته، وقد حاولت - جاهدا - أن أتجنب بعض المسائل التي قد تستدعي التساؤلات والاعتراضات إلى ذهن القارئ، كذلك آثرت عدم الرد على بعض الشبهات، واكتفيت بذكر الأدلة والأصول التي تنفي هذه الشبهة أو تلك.
واجتهدت أن يكون خفيفا لطيفا كالأدلة الإرشادية، بعيدا عن الأبواب والفصول، وثقل الكتب المنهجية.
وهذا العمل جهد بشري مطبوع بطابع البشر فيه أن الضعف والنقص والخطأ، فما كان فيه من صواب وسداد فمن الله، وأسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن يتقبله مني، وأن يكتب له