ركاما، دفنت تحته تعاليم المسيح العظيمة، واختفى نور التوحيد وإخلاص العبادة لله وراء هذه السحب الكثيفة.
يتحدث كاتب نصراني عن مدى تغلغل عقيدة التثليث في المجتمع المسيحي منذ أواخر القرن الرابع الميلادي، فيقول:" تغلغل الاعتقاد بأن الإله الواحد مركب من ثلاثة أقانيم في أحشاء حياة العالم المسيحي وفكره منذ الربع الأخير للقرن الرابع، ودامت عقيدة رسمية معتمدة في جميع أنحاء العالم المسيحي، ولم يرفع الستار عن تطور عقيدة التثليث وسرها إلا في النصف الثاني للقرن التاسع عشر الميلادي (١) .
ويتحدث مؤرخ نصراني معاصر في كتاب: " تاريخ المسيحية في ضوء العلم المعاصر " عن ظهور الوثنية في المجتمع النصراني في مظاهر مختلفة وألوان شتى، وتفنن النصارى في اقتباس الشعائر والعادات والأعياد والأبطال الوثنية من أمم وديانات عريقة في الشرك بحكم التقليد أو الإعجاب أو الجهل، فيقول: " لقد انتهت الوثنية، ولكنها لم تلق إبادة كاملة، بل إنها تغلغلت في النفوس، واستمر كل شيء فيها باسم المسيحية وفي ستارها، فالذين تجردوا عن آلهتهم وأبطالهم وتخلوا عنهم أخذوا شهيدا من شهدائهم، ولقبوه بأوصاف الآلهة، ثم صنعوا له تمثالا، وهكذا انتقل هذا الشرك وعبادة الأصنام إلى هؤلاء الشهداء
(١) ملخص ما جاء في دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة، مقال التليث المقدس، جـ ١٤، ص: ٢٩٥.