للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عباده، وهؤلاء السفراء والوسطاء هم الرسل والأنبياء، فيحمل الملك رسالة الله إلى النبي، فيبلغها الرسول إلى الناس، ولا يحمل الملك الرسالات إلى الناس مباشرة، لأن عالم الملائكة يختلف عن عالم الناس في طبيعته، قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [الحج: ٧٥] (١) .

وقد اقتضت حكمته - سبحانه - أن يكون الرسول من جنس المرسل إليهم، ليفقهوا عنه، ويفهموا منه لتمكنهم من مخاطبته ومكالمته، ولو بعث الرسول من الملائكة لما استطاعوا مواجهته ولا الأخذ عنه (٢) وقال تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ - وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: ٨ - ٩] (٣) وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان: ٢٠] إلى أن قال جل ثناؤه: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} [الفرقان: ٢١] (٤) .

قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ} [النحل: ٤٣] (٥) وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: ٤] (٦)


(١) سورة الحج، الآية: ٧٥.
(٢) تفسير القرآن العظيم، تأليف أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي، جـ ٣، ص: ٦٤.
(٣) سورة الأنعام، الآيتان: ٨، ٩.
(٤) سورة الفرقان، الآيتان: ٢٠، ٢١.
(٥) سورة النحل الآية: ٤٣.
(٦) سورة إبراهيم، الآية: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>